عاصر الصحافي السوري نصوح بابيل (١٩٠٥ - ١٩٨٦) مرحلة حاسمة من التاريخ العربي الحديث، وكان بحكم موقعه كصاحب ورئيس تحرير جريدة «الأيام» الدمشقية ونقيب للصحافيين قريباً من الأحداث السياسية التي استطاع أن يعايشها يوماً بيوم.
ويروي نصوح بابيل في مذكراته التي توفي وهو يخط آخر كلمة فيها، بأسلوبه الشيق قصصاً من النضال الوطني العربي منذ بداية الثلاثينيات وحتى الوحدة بين سورية ومصر في الستينيات.
كما يتحدث المؤلف في مذكراته عن مشواره مع الصحافة في الوقت الذي بدأت فرنسا فيه توطد استعمارها والشعب يثور على الاحتلال، وعن الثورة السورية الكبرى والنشاط السياسي الذي رافقها. كما يستعرض مرحلة الكفاح المسلح التي شهدت دساتير وانتخابات مزورة ووزارات، كما شهدت ولادة الكتلة الوطنية والخلاف الذي وقع بين الشهبندر والكتلة الوطنية ومن ثم اغتياله.
ويمر بعهود الشيخ تاج الدين الحسني وعهد شكري القوتلي الأول ثم مفاوضات الاستقلال ومعركة
الجلاء، إلى عهد الرئاسة الثانية لشكري القوتلي ثم بداية الانقلابات العسكرية في سورية، من حسني الزعيم إلى سامي الحناوي حتى أديب الشيشكلي، إلى رئاسة القوتلي الثالثة.