لكتاب «الكامل» أهميته القصوى، فهو من أهم كتب المبرد، وأكثرها شيوعا بين الناس، وأحد أركان الأدب الأربعة التي ذكرها ابن خلدون في مقدمته بقوله: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين: وهي أدب الكتاب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي. وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها».\n\nوقد تحدث عن أهمية الكتاب أيضا أبو الفرج معافى في كتابه «الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي» وإن كان كلامه لا يخلو من انتقاد، ولكنه أشاد به وبالرجل، يقول: وعمل أبو العباس محمد بن يزيد النحوي كتابه الذي سماه «الكامل» وضمنه أخبارا وقصصا لا إسناد لكثير منها، وأودعه من اشتقاق اللغة وشرحها وبيان أسرارها وفقهها ما يأتي مثله به لسعة علمه وقوة فهمه ولطيف فكرته، وصفاء قريحته، ومن جلي النحو والإعراب وغامضها ما يقل وجود من يسد فيه مسده .