لقد انتشرت أنظمة المعلومات والاتصال، التي يحركها الرمز الرقمي إلى أكثر من نصف سكان العالم، مما يوفر فرصا لم يتم تصوّرها من قبل، وتحديات غير مسبوقة مع انتشار الذكاء الاصطناعي القائم على الخوارزميات والذي يثير المخاوف، فالبعض يرى أن استخدام الذكاء الاصطناعي نعمة ستجعل حياة معظم الناس أفضل، فيما يشعر البعض الآخر أنه نقمة لما له من تأثير. فالذكاء الاصطناعي المتصل بالشبكة سيزيد من فعالية الإنسان، لكنه يهدد أيضًا استقلاليته وقدراته. فقد تتطابق أجهزة الكومبيوتر مع الذكاء البشري وربما تجاوزته.
نشهد تطورا هائلا في مجال استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، ومنها وسائل الإعلام الرقمي بهدف تحسين جودة الأداء وتسريع وتيرته وتنوع محتواه، وستشهد المرحلة المقبلة تزايد استخدام التكنولوجيا الذكية في العمل الإعلامي، وستعمل هذه التقنية بشكل شبه مستقل، أو مستقل كليا في بيئة غير خاضعة للإشراف المباشر.
مثل هذه التطورات تشكل تهديدا للإعلام الرقمي، لأن استخدام تقنية المعلومات والتقارير الآلية، ربما أدت إلى تراجع إضافي لدور الإنسان الإعلامي.
الهدف من هذا الكتاب تسليط الضوء على أهمية تقنية الذكاء الاصطناعي بصفة عامة، والروبوتات الذكية تحديدا، في خدمة الإعلام والاتصال، مركزا على الواقع العربي عامة والسعودي خاصة.